يظل بلدي المغرب بلد كرة القدم بامتياز والروح الرياضية ، وصلة وصل بين القارتين الأوربية و الإفريقية وملتقى الثقافات والحضارات و بلد التسامح والتفتح و الكرم بين جميع فئات شعبه المختلفة زيادة على حفاوة الضيافة المعروفة عنهم و التي يشهد بها كل من زار بلدي الغالي .
و الأكيد أن المغرب بات من الرموز الملحمية لكرة القدم وذلك بفضل حضوره الدائم والفعال في المحافل الدولية و الإفريقية و العربية بكل قوة تاركا بصماته الناصعة أينما حل و ارتحل . كما أن الشعبية الجارفة لكرة القدم في هذا البلد الأصيل تثبت أن المغرب كان دائما موطنا لهذه الرياضة .
ففي العصور القديمة كان الرحالة الشهير هيرودوس أول من أشار إلى أن هذه الرياضة كانت تمارس في الأقطار التي سميت فيما بعد بشمال إفريقيا . ذلك أن هيرودوس اكتشف حوالي 480 قبل الميلاد أن هذه الرياضة كان يسميها البرابرة ( تاكوارت) ، و هم سكان المغرب الأصليون ، وكانت تمارس من قبل الرجال والنساء على حد سواء. وقد ورد ذكر هذه الرياضة أيضا في كتابات القرن الثاني عشر مثل كتاب ( سراج طلاب العلوم ) للعربي بن يحيى المساري .
وأثبتت الوثائق بما لا يحمله الشك أن المغرب كان من البلدان التي ساهمت في سن القواعد الأولى للعبة .
وشرع في تشكيل فرق أولى لكرة القدم بالمغرب الحبيب في 1913 ( أي بعد سنة واحدة من فرض الحماية على المغرب 1912 من طرف فرنسا ) ، والتي لعبت دورا فعالا في تجذير كرة القدم وتعميم ممارستها وخاصة بعد مرحلة تقنين هذه الممارسة بإقامة المباريات على مستوى العصب الجهوية ثم على المستوى الوطني علما بأن أول بطولة وطنية جرت عام 1916 و فاز بها فريق النادي البيضاوي Cac . وفي المغرب يولد الطفل والكرة بين رجليه ذلك أن كرة القدم باتت تمارس في الحي والشاطىء والملعب وأضحت هذه اللعبة تحظى بحب شعبي كبير وشغف لاينافسه حب رياضة أخرى. ومنذ ذلك الحين أصبح المغرب خزانا لاينضب لكبار اللاعبين كالجوهرة السوداء العربي بنمبارك وعبد الرحمان بلمحجوب وحسن أقصبي وإدريس باموس وأحمد فرس وعبد المجيد ظلمي وبادو الزاكي ومحمد التيمومي ومصطفى حجي ونور الدين النيبت والقائمة طويلة .